الاستاذ الدكتور حسن علي الذنون في ذمة الخلود

بسم الله الرحمن الرحيم ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )
صدق الله العظيم
تنعى عمادة كلية القانون فقيدها الراحل الاستاذ الدكتور العلامة ( حسن علي الذنون ) استاذ القانون المدني واحد عمداء كلية القانون / جامعة بغداد السابقين ، بعد معاناة من مرض دام فترة طويلة وذلك يوم الثلاثاء الموافق 7/1/2014 ، ويعد الفقيد من الشخصيات العلمية والقانونية على مستوى العراق والعالم العربي وبوفاته فقدت الاوساط العلمية القانونية في العراق علماً من اعلامها .
حياة الاستاذ الراحل ( حسن علي الذنون ):
ولد حسن علي الذنون في الموصل سنة 1911 وفيها أكمل دراسته الأولى ، وقد مارس التعليم فترة من الزمن .التحق بكلية الحقوق عام 1936 وقد حصل على الدكتوراه من مصر عام 1946 عن أطروحته الموسومة : ((الفسخ في القانون والفقه)) عاد الى العراق وعين مدرسا في كلية الحقوق وحصل على الأستاذية وشغل منصب عميد الكلية عدة مرات (1949 ، 1951، 1957،1958) وفي عام 1951 انتدب لاشغال منصب مدير عام الحقوق في مجلس الاعمار ، وبين سنتي 1964 – 1965 عين مستشارا لمجلس التخطيط وعاد بعدها استاذا في كلية الحقوق وظل كذلك حتى سنة 1971 حين احيل على التقاعد لمرضه لكن هذا لم يمنعه من إلقاء المحاضرات والإشراف على طلبة الدراسات العليا .

من مؤلفاته : ((النظرية العامة للفسخ المقارن)) و((مصادر الالتزام)) و((أحكام الالتزام)) 1947 و((النظرية العامة للالتزام)) 1949 و((الاشتراط لمصلحة الآخرين)) 1951 و((عقد البيع)) 1953 ، ((العقود الناقلة للملكية)) 1954 و((الحقوق العينية الأصلية)) 1954 و((اثر العوامل الاقتصادية في العقد)) 1964 و((فلسفة القانون)) 1975 و((المبسوط في مسؤولية المدينة)) بخمسة أجزاء 1990 . وله كتب مترجمة منها : (سياسة الحكم) تاليف أوستن رني بجزاين 1964 – 1966 . هذا فضلا عن دراسات وأبحاث ومقالات أكاديمية عديدة منشورة في مجالات عراقية وعربية .وقد أسهم في تأليف جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين في مطلع الستينات من القرن الماضي، وكانت جمعية علمية ذات توجه وطني وقومي عربي .وفيما يتعلق بإسهاماته في رفد المدرسة القانونية العراقية بالكثير من الرؤى والاجتهادات والتفسيرات و كان يعتقد بوجود ارتباط وثيق بين علمي القانون والأخلاق ، فالمختص بالقانون ينبغي أن يعزز ثقافته الخاصة بثقافة عامة وان على رجل القانون أن يمتلك آراء ومواقف خاصة في عمله ، وان الضرورة تقتضي دراسة الفقه الإسلامي إلى جانب القوانين الغربية ولكن لا بد من إعطاء القوانين العربية خصائصها، وان (قواعد القانون المدني العراقي) لا يمكن فهمها الا من خلال فهم فقه الشريعة الإسلامية وهذه ميزة أساسية له .كان للأستاذ الدكتور الذنون صلات بعمالقة القانون المدني العربي وفي مقدمتهم الأستاذ المرحوم الدكتور عبد الرزاق السنهوري والذي كان يحب الذنون كأحد أولاده حتى انه اختاره ليعمل معه أستاذا في معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية .

Comments are disabled.