(( المبادئ القانونية في عهد الامام علي ( عليه السلام ) الى مالك الاشتر )) ندوة في كلية القانون

برعاية وحضور السيد عميد كلية القانون ( أ.د. جمال ابراهيم الحيدري ) نظم قسم القانون الجنائي ندوة علمية بعنوان (( المبادئ القانونية في عهد الامام علي ( عليه السلام ) الى مالك الاشتر ) وذلك في تمام الساعة العاشرة من يوم الاربعاء المصادف 24/4/2013 على قاعة المؤتمرات في الكلية . وحضر الندوة السيد عميد كلية القانون / الجامعة العراقية ( أ.م.د. صلاح هادي الفتلاوي ) والقاضي ( محمد ناصر الساعدي ) مستشار ديوان الوقف الشيعي ، كما حضرها السادة معاوني العميد ومجموعة من الاساتذة وطلبة الكلية .  وترأس الجلسة (أ.د. عباس زبون العبودي ) الذي اكد على حرص كلية القانون بمختلف اقسامها على اقامة المؤتمرات والندوات التي تتصدى للمواضيع الحيوية والمهمة والتي تعبر عن واقع المجتمع . واوضح الباحث ( أ.م.د. فراس عبد المنعم عبد الله ) رئيس قسم القانون الجنائي ان المبادئ القانونية في عهد الامام علي ( عليه السلام ) تمثل فكراً جديداً ومتقدماً للمفاهيم السائدة في ذلك الوقت ، ولعل اول وصف لهذا العهد هو دستور او خارطة طريق للصحابي الجليل مالك بن الاشتر الذي عينهُ والياً على مصر وتضمن العهد مبادئ قانونية نظمت مختلف فروع ومجالات الحياة . فتناول مبدأ المواطنة والمساواة ومبدأ التسامح والتعايش واصالة الحقوق الاجتماعية على الفردية وثنائية الدين والدولة بالاضافة الى المبادئ التي تتعلق بالادارة ومنها ما يتعلق بالنزاهة والكفاءة واختيار من يشغلون المناصب العامة من خلال آليات شفافة كما تناولت المبادئ الجنائية خاصةً فيما يتعلق بمبدأ الغائي بالعقوبة وعدم التسرع والشطط في العقوبة وقرينة البراءة في المجال الجنائي . وعقب أ.م.د. جليل حسن الساعدي على الموضوع في اشارة الى مسألة مهمة وهي ان الامام علي ( عليه السلام ) كان من السمووالرفعة بحيث يقبل الرأي والرأي الاخر ، فمن حق الانسان ان يعرض رأيه لكن بشرط عدم التعدي على حقوق الناس بحجة عدم القناعته بشرعية الحاكم اي ان حرية الفرد مكفولة بشرط ان لايهدر حرية الاخرين وهذا الدرس تربوي بليغ للأمة في كيفية ممارسة الحقوق الديمقراطية واحترام حريات الاخرين .وعند فتح باب المناقشة وجه القاضي محمد الساعدي الشكر لجهود الباحث والمعقب مشيراً الى ان عهد مالك بن الاشتر يشير جملة من الوصايا مهمة عدل التدخل بالقضاء كونه سلطة مستقلة والعدل بين الرعية مهما اختلفت وتنوعت انتماءاتهم الدينية والسياسية والعرقية كما حثت على استصلاح البلاد والافراد وبناء النشر التربوي وضرورة توفير منظومة دفاعية واقية متمثلة بالجيش والشرطة لتطبيق النظام ومقاومة اي اعتداء خارجي .
وخلاصة القول لاعجب ان الامام علي ( عليه السلام ) نموذج انساني فريد فهو الحكيم والفيلسوف الزاهد الذي تشرَب العلم والحكمة من ابن عمه سيد الابناء والمرسلين الرسول الاعظم محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) لذا جاء فكره ومنهاجه مستوعباً لكل المعاني الانسانية النبيلة التي تتقدم بها الشعوب وترقى بها المجتمعات وتتوفر لها اسباب الاستمرارية والبقاء .

Comments are disabled.