(دور العشائر ورجال الدين في العدالة التصالحية ) حلقة نقاشية لفرع القانون الجنائي في الكلية

 

     برعاية وحضور عميد كلية القانون – جامعة بغداد أ.م.د. علي مطشر عبد الصاحب ورؤساء الاقسام وعدد من تدريسي وموظفي وطلبة الكلية ، عقد فرع القانون الجنائي حلقة نقاشية بعنوان (دور العشائر ورجال الدين في العدالة التصالحية ) يوم الثلاثاء  المصادف 19/4/2016.

    وقد تراس الندوة  كل من أ.م.د. حسين عبدالله عبد الرضا معاون العميد لشؤون الادارية رئيسا للجلسة ، والشيخ عبد الجليل الطائي استاذ في الحوزة العلمية محاضرا ،والشيخ سامي حمزة الشمري احد شيوخ عشائر شمر محاضرا ، وأ.م.د. كاظم عبدالله الشمري محاضرا ، وأ.م.د. الاء ناصر حسين معقبا ،وأ.د. بان حكمت الجاف تدريسية في فرع القانون العام – الجامعة المستنصرية معقبا ، وم.م. سحر فؤاد مجيد  مقررا .

    وقال الشيخ عبد الجليل الطائي ان المسيرة الانسانية تحتاج دائما للاستنارة بقواعد تنظم نشاطها في سبيل الوصول الى طريق الحق والسلام ،واضاف ان الدين هو وحي الهي وداخلي وتتحرر مطلق جوهره عبادة الحق بنقاوة القلب وسلامة العقل وعفة الجسد واللسان واليد وهذه مواصفات رجل الرسالي ، كما دعا الى  التألف والتقارب واجراء الحوار الهادف لتوحيد الهدف ووحدته قبل وحدة الصف  ونبذ الفرقة والتباعد وبعث روح المواطنة والتسامح والمحبة والاحسان  بين ابناء شعبنا الواحد  .

    اما الشيخ سامي حمزة الشمري فقد اكد على دور العشائر في حل النزاعات والخلافات العشائرية بما يعزز سيادة القانون والشرعية ، واضاف الشمري ان اعداء العراق كثيرون في الداخل والخارج وكان للعشائر الكريمة دورفي الحفاظ على وحدة وسلامة العراق من خلال التعاون مع القوات الامنية في مواجهة الدخلاء والمعتدين وتقديم التضحيات لاجل تحقيق هذه الغاية .

    واوضح الباحث أ.م. د. كاظم الشمري ان هناك تغيرات طرأت على مفهوم العدالة التقليدية بحكم التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتطورات التشريعية في القوانين المقارنة مما ادى الى ظهور العدالة الحديثة او العدالة الرضائية (بالتراضي) اي الاتفاق بين ممثل الاتهام و المتهم بشرط ان يعترف المتهم بالتهمة تحت وصف معين و لكن مقابل اسقاط ممثل الاتهام عنه وصف اشد او تهمة اخرى لم يعترف بها.

    كما تطرق الى مبررات الصلح او بدائل الدعوى الجزائية و ابرزها تقليل زخم الدعاوى على المحاكم حفاضاً على الوقت و الجهد و المصاريف و التفرغ للجرائم الخطيرة الاخرى، تفادي الانتقام بسبب قسوة الاجراءات الجزائية المطولة و القسرية و التاجيلات و نقل الدعاوى و طرق الطعن، اجراء المصالحة فيه جانب انساني يتمثل في حفظ تماسك الاسرة و المجتمع، تقليل الزخم في المواقف و التسفيرات و السجون و تفادي مصاريف الحراسات و الابنية و الارزاق، تفعيل نظام الاعتياد على الجرائم و بخاصة للاحداث.  

    وتناولت أ.م.د. الاء ناصر حسين التشريعات الدولية في مجال العدالة التصالحية ,واوضحت مواصفات من يقوم بهذا الدور في مجتمعنا مقارنة بالدول الاخرى  ’ مشيرة الى ان اختيار رجل الدين او العشيرة في حل الخلافات والنزاعات بين الافراد في مجتمعاتنا ينبع من كونه يتمتع بنزاهة واحترام  وامتلاكه فهم جيد للثقافات والمجتمعات المحلية ، اما في الدول الاخرى فيطلق عليه اسم ميسر ويتم اختياره ضمن مواصفات خاصة ومعايير محددة .

    فيما اكدت أ..د. بان الجاف على انه لطالما كان المجتمع العراقي من المجتمعات التي تؤمن باهمية العشيرة وتتباهى بانتمائها لها ، وكانت العشيرة مصدرا للقوة وعنوانا للتكافل والتسامح لدورها الحيوي في حل المشاكل المستعصية , الا انه مع سقوط النظام وتغيير معالم الدولة وانتشار الفوضى والسلاح وضعف القانون , اتخذ البعض الفصل العشائري وسيلة ومصدرا للكسب السريع فتحول من صورته في الدفاع عن المظلوم الى عملية تجارية جديرة بالبحث .

    وفي ختام الندوة اتفق الحاضرون على وجوب تشريع قوانين تنظم عمل العشائر وتؤمن نشر العدالة وسيادة القانون بين افراد المجتمع .

Comments are disabled.