( الذكرى السنوية السادسة بعد المئة لتأسيس اعرق كليات جامعة بغداد )

أشرقت كلية القانون / جامعة بغداد بإطلالة جديدة وهي تحتفل بالذكرى السنوية السادسة بعد المائة لتأسيسها في 1/9/1908 .

وتعد كلية القانون / جامعة بغداد من أعرق الكليات العراقية وأولها تأسيساً ،إذ تأسست قبل جامعة بغداد بخمسين عاماً لذا فهي بحق أُم الكليات العراقية وانجبت منذ تأسيسها ولحد الآن علماء وعباقرة القانون في الدولة العراقية والذين لعبوا أدواراً مهمة في مختلف ميادين الحياة وخاصة السياسية أذ تبوؤا مناصب قيادية إستطاعوا من خلالها تغيير الحياة السياسية والاجتماعية وتركوا بصمتهم واضحة في تاريخ العراق المعاصر .وافتتحت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم الوقوف لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق ثم ترديد النشيد الوطني .

وشهد الإحتفال تمثيل وحضور واسع من الشخصيات الرسمية والاكاديمية إذ حضر ممثل معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي ( الأستاذ الدكتور حسين الشهرستاني ) ( المستشار الدكتور محسن عبد علي الفريجي) وممثل رئيس جامعة بغداد ( أ.د.علاء عبد الحسين عبد الرسول ) عميد المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية ( أ.م.د.موفق عبد الحسين ) ، كما حضر ممثلوا الهيئات والوزارات العراقية وفي مقدمتهم ممثل رئيس هيئة النزاهة ( السيد مظهر الجبوري ) مدير عام الاكاديمية العراقية لمكافحة الفساد و ( أ.م.د. كريم مزعل الساعدي) الوكيل الإداري لوزير الاتصالات إضافة الى عمداء كليات القانون في الجامعات العراقية وعمداء الكليات الاهلية وممثل الجامعة الاسلامية في لبنان ( الدكتور علي الخطيب ) وشخصيات علمية وأكاديمية من مختلف الاوساط الجامعية .

ونقل ممثل معالي وزير التعليم العالي تحيات معاليه مهنئاً ومباركاً هذه المناسبة التي تجسد العطاء المتميز والسخي لهذه الكلية وللقائمين عليها ، وقال في كلمة ألقاها بالمناسبة لقد اعتمدت الدول على بُناة القانون إعتماداً كبيرا لإرتباط فكرة النظام في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة بإقامة العدل بين افرادها وتطبيق القانون على الجميع دون تمييز ، فمن أهم خصاص الدولة المتقدمة هي مبدأ سيادة القانون واحترام الدستور وعدم الخروج عليه .وأضاف لقد أسهمت الكلية في إرساء النظام التشريعي في العراق وتأسيس ارث قانوني كبير يصل الى الاف الدراسات والبحوث ورسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه و وضعت حلولاً قانونية للمشكلات الفقهية للدولة العراقية الى يومنا هذا .وهذا هو إمتداد الإرث التاريخي في العراق للمنظومات التشريعية التي ترتبط بحضارة العراق الاصيلة .

وألقى ( أ.د. جمال ابراهيم الحيدري) عميد الكلية كلمة أكد فيها ان كلية القانون هي البيت الأصيل لجميع العراقيين كونها تعد اللبنة الاساسية الأولى للتعليم العالي في العراق إذ تأسست على أيدي أبرز العلماء ورجال المعرفة فكانت بداية تأسيسها من خلال طلب مقدم بخط يد الشاعر الكبير ( جميل صدقي الزهاوي ) واستمرت حركة الاصلاح فيها وتطوير نظامها الدراسي خاصة في عهد العلامة الكبير( أ.د. أحمد السنهوري ) عندما تولى عمادتها عام 1936م كما ان القائمين عليها شغلوا أعلى المناصب القيادية والادارية وبمستوى رئيس وزراء كما هو الحال بالنسبة ( للدكتور عبد الرحمن البزاز ) وكانت الكلية تستقبل الطلبة الاجانب والعرب الى جانب العراقيين .

كما ان المتخرجين منها شغلوا أعلى المناصب القيادية والإدارية والسياسية والقضائية ليس على صعيد العراق فحسب بل على صعيد العالم العربي والغربي ، علماً أن الكلية وعلى مدى تاريخها الطويل كانت المحطة والمحرك للأحزاب السياسية والتحركات السياسية العراقية وكل هذه المؤشرات تدل على أهميتها القصوى ودورها الريادي في المجتمع بل ويشار اليها بالبنان في جميع المحافل العربية والدولية ، وإزاء تاريخها المشهود آلينا على انفسنا ان نجعل لها خصوصية تميزها عن الكليات داخل جامعة بغداد وكذلك عن كليات القانون في الجامعات العراقية الاخرى فبدأنا بتوثيق تاريخ الكلية من خلال تأسيس متحف خاص بها وإعتمدنا نظام دراسي فصلي جديد يضم كل فصل دراسي مواد اساسية و مواد اختيارية ومواد عملية طيلة السنوات الاربع ، وعملنا على تحديث وتطوير المناهج بشكل كبير ، وإتجهت الكلية الى الموائمة ما بين الدروس النظرية والعملية من خلال تدريس الدروس العملية والمحكمة الافتراضية والزيارات الميادنية الى المحاكم والتدريب الصيفي في دوائر العدالة وكذلك مشاركة الطلبة في المسابقات الدولية باللغة الانكليزية كما ارسينا تقليداً للكلية بإرتداء الروب الجامعي أثناء المحاضرات من قبل التدريسين والطلبة ، ومن الانجازات المهمة الحصول على الاعتمادية الدولية بحيث اصبحت الكلية عضواً في منظمة الاعتمادية ( IAO  ) وهذا ما لا شك فيه يصب في خدمة جامعة بغداد ، وفي مجال خدمة المجتمع تبنت الكلية مشروع التوعية القانونية من خلال قيام مجموعة من الطلبة وبإشراف وحدة العيادة القانونية والعدالة التصالحية بإلقاء محاضرات توعوية قانونية في مجال حقوق الانسان والدستور والانظمة الصحية والمرورية ….الخ ، على طلبة المدارس المتوسطة والاعدادية . وحقيقةً ان كل ما يحصل من تطور في الكلية هو نتيجة تظافر جميع الجهود من قبل التدريسين والطلبة من اجل الحفاظ على مكانة وسمعة الكلية من اجل الارتقاء بها نحو الافضل .وقام مُمثل معالي الوزير بتكريم الاساتذة الرواد بشهادات تقديرية و درع كلية القانون وجرى تقديم استعراض سيرتهم الذاتية الحافلة بالمنجزات العلمية ، وفي مقدمتهم العلامة ( أ.د. حسن عبد الهادي الجلبي ) رئيس الجامعة الاسلامية في بيروت والمرحوم (الاستاذ الدكتور عبد المجيد الحكيم ) .كما قام ممثل رئيس الجامعة بتكريم الاساتذه المكلفين بمهام ادارية ، وكرم عميد الكلية أ.د. الحيدري الاساتذه الحاصلين على ترقيات علمية في حين كرم ( أ.د. كريم مزعل ) وكيل وزير الاتصالات الاساتذه الحاصلين على شهادات علمية والاساتذه المحاضرين في الكلية .وقام ( أ.م.د. حسين عبد الله ) المعاون الإداري لعميد كلية القانون بتكريم الموظفين المتميزين في أداء عملهم ،  اما عميد كلية القانون / الجامعة المستنصرية ( أ.م.د. فراس عبد المنعم ) فقد قام بتكريم الطلبة الاوائل والمشاركين في المسابقات الدولية بعد ذلك تم افتتاح معرض للرسوم الفنية والتي اجادت به أنامل الطلبة بأروع اللوحات التي عبرت عن مواضيع مختلفة تمثل حضارة العراق عبر التاريخ ثم توجه الحضور الى متحف الكلية والذي تضمن صوراً وثائقية بأسماء العمداء والاساتذه والخريجين وأوامر إدارية نادرة بتأسيس الكلية وهدايا ودروع وثقت انجازات الكلية ، كما تم أفتتاح معرض لمؤلفات التدريسين والذي تضمن نفائس قيمة من مؤلفات قانونية لأساتذه الكلية .وفي الختام عبر الجميع عن إمتنانهم وعرفانهم لهذه الكلية العريقة ومعاهدين على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم و تحقيق رسالة الكلية الخالدة في نشر الوعي القانوني وخدمة المجتمع وفتح آفاق جديدة وتطلعات واسعة نحو مستقبل افضل .


Comments are disabled.